"الله ينجحك يا رب" يقولها شوفير التاكسي بلكنةٍ تلطشية و أنا في طريقي لغرفتي الصغيرة في الحمرا... ترن كلمات "تاكسي تاكسي" من بعد دعائه...
ليته لم يدعي لي عمو شوفير التاكسي... فأي نجاحٍ هذا الذي يتمناه ونحن كما نحن، ونعاني ما نعاني...
أردت أن التفت وأقول له: "عمو لو بتعيرنا سكوتك شو بكون أحسن. مش ناقصة عيشتي واحد متل حضرتك يلطشني. بلا نجاح بلا بلوط..."ولكني لم أفعل...
عضضت على لساني ومشيت خوفاً على مشاعر عمو، الراعي الأول لحركة سرقة السياح الأجانب في شارع الحمرا.حرام! إن بعض الظن إثم...
ربما عمو لا يدري بما يحدث حولنا، فهو يقضي وقته على تلك الزاوية المقابلة لقهوة يونس وينادي طول النهار و الليل لراكب يستجيب... فكيف له أن يعلم بما يحصل... وأكيد مش عم بدور الراديو محافظةً على بطارية المرسيدس، فكيف من الممكن أن يدرك ما يجري...
هل علم عمو مثلاً قبل أن يدعي لي بالنجاح، بأننا فشلنا بتشكيل حكومة...
وأن أمريكا فشلت في القضاء على الإرهاب...
وأن البشرية فشلت في حماية الحياة البحرية بعد أن القيت جثة بن لادن في البحر...
وأن العرب فشلوا في إستعادة صورتهم كناس اوادم، أو إستعادة حرياتهم، أو حق العودة، أو حتى غصن زيتون سرق منا...
وأن مهند فشل في إنقاذ سمر من شر نفسها، وأن بشير فشل في إنقاذ نهال من حزنٍ مؤكد...(لا تؤاخذوني فأصداء "العشق الممنوع" ما زالت تحاصرني...)
هل يعلم عمو عن