Jan 9, 2012

ملائكة نازك إرحلن عني

أهذه أنت؟
بلى أسمعك
أكاد أرى سواد عينيك
كفى همساً
بربك ارحلي
ودعيني

خذي ملائكتك
التي ارتبطت بك
لا أريد عطفها
لتسحب أيديها عن اكتافي
لتبعد أناملها عن جبيني
 
حلفتك بكل غالٍ عليك
 أن تخرجي من الروح
خذي حروفي
اخطفي الكلام
لكي كل القول
لا تتقمصني

لقبني بإسمك
قال أنا أنت
ما علمت
إن قال إعجاباً؟
أم سخريةً؟
ما أجابني..
ما همني...
صرت ملهمتي
سطعتي قرينتي   
وما عرفتك قبل ذاك اليوم
وما عرفتني

ها قد رحل
اتبعيه،
وامضي
زهدت الشعر
نكرت اللغة
فانكريني

أنكريني
ثلاثاً قبل صياح الديك
وزيدي عليه  خمس دجاجاتٍ
وخروفاً
و نعيق غرابٍ،
ما اكثر الغربان عندنا...
و ثواني اسابيعٍ
إن شئت...
وحفنة أيامٍ
و نجمتين
وهرمٌ ونهرٌ
لا بل خذي نهرين 

أعطيك كل هذا وأكثر...
لأسمع وقع خطاك يسرع
حتى تهجريني

سافري...
سافري سيدتي...
لا تبعثي مرسالاً
و لا ترسلي مندوباً
ولا حتى شبح نازك غيرك
وإن كانت نازك ميسلون 
تحيةً لكي ولها
لكنني اخترت
صبري
وصمتي
وابتسامتي
دعيني لنفسي 
أطوف فوق أنيني

ويلي من ذاك السكون
أترونه؟
أتراها اطلقت سراحي؟

ومضة فكرة..
شعلة بيتٍ...
جمرةٌ في الفكر...
تنخزني
ما زلت هنا؟
ما بالك أيتها اللطيفة؟ 
لم تعانديني؟

ما لي ونون النسوة 
ما لي والثقافة
ما لي والعشق
ما لي و العتب

ما لي والثورة
ما لي والشرق
ما لي والأدب

كلهم مضوا
لا أذكر منهم إلا الجراح
و  سكاكيني 

نازك
 ألا ترين أن العمر مرهقٌ
أن القلب مرهقٌ
أن الأمل متعبٌ 
والشجاع بيننا ذائبٌ
ألا تصدقيني؟

حسناً عزيزتي 
لا ترحلي،
ابقي في الوجدان 
تزرعين تمر البصرة
وياسمين الشام
وأحراش بيروت...
ما أردت فرقاك
لا تواخذني...

 لكن لي عندك طلب
يا لوقاحة التلميذة
يا للعجب!
بحق بغداد سامحيني 

أريد ليلتين فقط
أنسلخ فيها عنك 
للذكرى
لأنسى 
لأبكي ما كان يمكن أن يكون 
لأدفن حلماً ميتاً 
 لا تكذبيني

ليلتين فقط 
لأثكل كفتاةٍ صغيرة
مزقوا رسائل غرامها القصير جداً 
فقدت صديقاً مدرسياً
ثم اسكنيني

بعدها أعود الى ما كنت أنا 
أكبر لأصبح ما تريدين ...
لكل النساء أن يصبحن، 
وأن يمسين...

ليلتين فقط  
هل تسمعيني؟





Creative Commons LicenseThis work is licensed under a Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivs 3.0 Unported License.

No comments:

Post a Comment

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...